والذي يطعمني ويسقين

الثاني: يميتني بالخوف ويحييني بالرجاء. الثالث: يميتني بالطمع ويحييني بالقناعة. وقول رابع: يميتني بالعدل ويحييني بالفضل. وقول خامس: يميتني بالفراق ويحييني بالتلاق. وقول سادس: يميتني بالجهل ويحييني بالعقل; إلى غير ذلك مما ليس بشيء منه مراد من الآية; فإن هذه التأويلات الغامضة ، والأمور الباطنة ، إنما تكون لمن حذق وعرف الحق ، وأما من كان في عمى عن الحق ولا يعرف الحق فكيف ترمز له الأمور الباطنة ، وتترك الأمور الظاهرة ؟ هذا محال. والله أعلم.

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام

و﴿الَّذِي خَلَقَنِي﴾ بِقُدْرَتِهِ (p-٤٩٠)﴿فَهُوَ يَهْدِينِ﴾ أيْ: يُرْشِدُنِي إلى طاعَتِهِ، وقوله عزّ وجلّ: ﴿يُطْعِمُنِي ويَسْقِينِ﴾ تَجْدِيدٌ لِلنِّعْمَةِ في الرِزْقِ، وقالَ أبُو بَكْرٍ الوَرّاقُ في كِتابِ الثَعْلَبِيِّ: المَعْنى: يُطْعِمُنِي بِلا طَعامٍ، ويَسْقِينِي بِلا شَرابٍ، كَما قالَ النَبِيُّ ﷺ: «إنِّي أبِيتُ عِنْدَ رَبِّي يُطْعِمُنِي ويَسْقِينِ». وأسْنَدَ إبْراهِيمُ عَلَيْهِ السَلامُ المَرَضَ إلى نَفْسِهِ، والشِفاءَ إلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ، وهَذا حُسْنُ الأدَبِ في العِبارَةِ، والكُلُّ مِن عِنْدِ اللهِ، وهَذا كَقَوْلِ الخِضْرِ عَلَيْهِ السَلامُ: ﴿فَأرَدْتُ أنْ أعِيبَها﴾ [الكهف: ٧٩]. وقالَ جَعْفَرٌ الصادِقُ: إذا مَرِضْتُ بِالذُنُوبِ، شَفانِي بِالتَوْبَةِ. وقَرَأ الجُمْهُورُ هَذِهِ الأفْعالَ: [يَهْدِينِ يَسْقِينِ يَشْفِينِ - يُحْيِينِ] بِغَيْرِ ياءٍ، وقَرَأ نافِعٌ وابْنُ إسْحاقَ: "يَهْدِينِ" بِالياءِ، وكَذَلِكَ ما بَعْدَهُ. وأوقَفَ إبْراهِيمُ عَلَيْهِ السَلامُ نَفْسَهُ عَلى الطَمَعِ في المَغْفِرَةِ، وهَذا دَلِيلٌ عَلى شِدَّةِ خَوْفِهِ مَعَ مَنزِلَتِهِ وخُلَّتِهِ. وقَوْلُهُ: "خَطِيئَتِي" ذَهَبَ فِيهِ أكْثَرُ المُفَسِّرِينَ إلى أنَّهُ أرادَ كِذْباتِهِ الثَلاثَ: قَوْلُهُ: "هِيَ أُخْتِي" في شَأْنِ سارَّةَ، وقَوْلُهُ: ﴿إنِّي سَقِيمٌ﴾ [الصافات: ٨٩]، وقَوْلُهُ: ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهم هَذا﴾ [الأنبياء: ٦٣]، وقالَتْ فِرْقَةٌ: أرادَ بِالخَطِيئَةِ اسْمَ الجِنْسِ، قَدَّرَها في كُلِّ أمْرِهِ مِن غَيْرِ تَعْيِينٍ.

وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ-آيات قرآنية

الوصال في الصوم من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم، ومعناه كما قال القاضي عياض: "متابعة الصوم دون الإفطار بالليل"، وقال ابن الأثير: "هو أن لا يُفْطِرَ يَوْمَيْن أو أيَّاما". وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين عن صوم الوصال، لكنه كان يواصل الصوم يومين بل ثلاثة أيام متوالية، لا يأكل فيهن ولا يشرب، ولما أراد بعض الصحابة رضوان الله عليهم أن يقتدوا به في ذلك، نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تواصلوا، قالوا: إنك تواصل؟ قال: لستُ كأحد منكم، إني أُطْعَم وأُسْقَى، أو إني أبيت أُطْعَم وأُسْقَى) رواه البخاري. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إيَّاكُم والوِصال، قالوا: فإنَّك تواصِل يا رسول الله! قال: إنَّكم لستُمْ في ذلك مثلي، إنّي أبِيتُ يطعِمُني ربِّي ويَسقيني، فاكلفوا من الأعمال ما تُطيقون) رواه مسلم. وفي رواية ل لبخاري: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن الوصال، فقال: له رجال من المسلمين: فإنّك يا رسول الله تواصل! فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أيّكم مثلي، إنيّ أبيت يطعمني ربّي ويسقين، فلمّا أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يوما ثمّ يوما ثمّ رأوا الهلال، فقال: لو تأخّر لزدتكم، كالمنكّل بهم حين أبوا) رواه البخاري.

وقد فسرَّ أهل العلم المرض والشفاء بالآية بِعِدَّة تفسيرات منها ما يأتي: إذا اعتل الجسد بالمرض فإنَّ الشافي هو الله - تعالى-. [٤] فسِّر المرض برؤية الفاسدين والشفاء برؤية الصالحين. فسر المرض بالمعاصي، والشفاء بالمعافاة منها، والبتعاد عنها. [٥] فسر المرض بالخوف، والشفاء بالرجاء، أو إذا كان المرض هو الطمع، كان الشفاء من الله -تعالى- بالقناعة. [٦] اسم الله الشافي كان من هَدِي النبي - صلى الله عليه وسلم- الدعاء باسم الله - تعالى- الشافي، ويرقي به المريض، فقد قال- صلى الله عيه وسلم-: (اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، مُذْهِبَ البَاسِ، اشْفِ أنْتَ الشَّافِي، لا شَافِيَ إلَّا أنْتَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا) ، [٧] واسم الله الشافي يُعَدُّ شفاءً من الأمراض المادية التي تصيب الجسد، وأيضاً من الأمراض المعنوية التي تصيب القلب مثل الحسد والغلّ. [٨] فالمسلم المبتلَى بالمرض مأمور بالأخذ بالأسباب، والدعاء باسم الله- تعالى- الشافي، وهذا يُعدُّ من باب التوكل على الله -تعالى- الذي بيده الشفاء، وإذا صبر المريض على الابتلاء بالمرض المادي بعد الأخذ بالأسباب، واحتسب ذلك عند الله- تعالى- غفر الله- تعالى- له ذنوبه.

وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) "والذي هو يطعمني ويسقين" أي هو خالقي ورازقي بما سخر ويسر من الأسباب السماوية والأرضية فساق المزن وأنزل الماء وأحيا به الأرض وأخرج به من كل الثمرات رزقا للعباد وأنزل الماء عذبا زلالا يسقيه مما خلق أنعاما وأناسي كثيرا.

  1. القران الكريم |وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ
  2. واذا مرضت فهو يشفين والذي هو يطعمني ويسقين
  3. هل فقر الدم يسبب الخوف لا أستطيع الذهاب
  4. فهم متعددو الحدود في الجبر
  5. تواصل أعمال المؤتمر العلمي" فلسطين، قضية الأمة المركزية" بالعاصمة صنعاء | الحقيقة
  6. والذي هو يطعمني ويسقين
  7. خط عمان السعودية الالكترونية
  8. امن الحج والعمرة